في حلقة كلاكيت 1: استقبال المواد نتناول المرحلة الأولى في البث التلفيزيوني. في السنوات الأخيرة بدأت منصات التواصل الاجتماعي تطلق خدمة البث المباشر، وأصبحت متاحة للأفراد. فبإمكانك مثلا أن تبث شعائر صلاة العيد، أو حفل زفاف في كنيسة، أو احتفال غنائي في قرية سياحية، وهكذا. كل ما تحتاجه هو هاتف ذكي متصل بالإنترنت وحساب على أحد منصات التواصل الاجتماعي. ومن أشهر هذه الخدمات
Facebook Live.
Instagram Live stories.
Twitch TV (often used by the gaming community).
House Party.
YouTube go live and Tik Tok.
مخاطر البث الرقمي
وتكمن خطورة هذه الخدمة في أنها غير خاضعة للرقابة. فقد يتم بث مشاهد إباحية أو دموية بشكل مباشر ليشاهدها الآلاف حول العالم. تماما كما حدث في مذبحة نيوزيلاندا في ٢٠١٩. الأخطر في الأمر أنها تتيح للمشاهدين التعليق بالنصوص والرموز التعبيرية. وهو ما قد يأجج الحدث ويعطيه أكبر من حجمه الطبيعي. في نفس الوقت بدأت الشركات المتخصصة في عمليات البث الرقمي والمؤتمرات الافتراضية تطور من تقنياتها والتي بدأ يسطع نجمها في الآونة الأخيرة. لاسيما مع حالة الإقفال العالمي التي تسببت فيها جائحة كورونا. وكان من أشهر هذه المنصات سكاي بي وزووم
هذه الخدمة التي بدأ الأفراد يستخدمونها بكثافة في كل مكان في العالم تطورت مع الأيام. وتشير الأرقام إلى أن نحو 4.6 مليون شخص يتابعون المهرجانات الموسيقية عبر تقنية البث المباشر على الإنترنت. بينما ترتفع هذه الأرقام بشكل أكبر في حالات الألعاب الرياضية. ومن المتوقع أن تصل صناعة بث إلى نحو 19.8 مليار دولار بحلول عام 2023
التطور لم يقف عند حدود منصات التواصل الاجتماعي، بل تعداه ليدخل حيز البث الإذاعي كبديل عن تقنية البث الفضائي. بمعنى أن محطات التلفزيون بدأت تستخدم هذه التقنية كأداة بديلة لنقل المعلومات والفيديو من مكاتبها في كل مكان في العالم إلى مقر المحطة الرئيسي. وكانت في السابق تحتاج محطات التلفزيون إلى استئجار قناة مشفرة على أي قمر صناعي لتنقل عليها الفيديو من مكاتبها المنتشرة في العالم إلى مقر المحطة الأم. وهذا يتطلب تجهيزات باهظة الثمن، علاوة على تكلفة إيجار القناة المشفرة على القمر الصناعي، بالإضافة إلى تكلفة البث الفضائي التي لا غنى عنها. الآن وبعد تطور تقنية البث المباشر، أصبح بإمكان محطات التلفزيون أن تستعيض بها عن استئجار قناة فضائية مشفرة. ومن ثم إعادة توفير تكاليف كثيرة، والحصول على خدمة أسرع وبجودة أعلى. والسؤال الآن .. ما الجديد الذي تقدمه تقنية البث الرقمي في المجال الإذاعي؟ـ
تقنية البث الرقمي الإذاعية
يتناول كلاكيت 1: استقبال المواد تقنية البث الإذاعي الرقيم. هذه التقنية هي عبارة عن منصة (أو موقع) مجهزة بعدد من الأدوات (البرمجيات) مثل أدوات التشفير، وبروتوكولات لتأمين الأتصال. بالإضافة إلى أجهزة وبرامج إضافية، وتعطي المشتركين مساحة عمل سحابية ليتم رفع المواد المسجلة عليها
الجيد في الموضوع أنها بسيطة في الاستخدام. بمعنى أن المستخدم العادي يمكنه تعلم كيفية الأتصال. ومن ثم لا داعي لمهندسين متخصصين لعمل الربط. وهذا بالفعل ما واجهناه منذ بدء جائحة كورونا، حيث بدأ المذيعون يعملون من بيوتهم. ومن خلال استخدام هذه المنصة على هواتفهم أصبح بإمكانهم الأتصال بمقر المحطة. ويبثون وكأنهم في الاستوديو. كل ما عليهم هو ضبط الأتصال والوقف أمام خلفية تحمل لوجو التليفزيون وأمامهم مصدر إضاءة مناسب، ثم البدء في البث المباشر. وزملاءهم في المحطة في قسم استقبال المواد يتلقون هذا البث ويوجهونه إما بإعادة الإرسال للبث الفضائي أو بالتخزين على خوادم المحطة
كذلك يمكن للمصورين أن يربطوا كاميراتهم بجهاز بث رقمي متصل بالإنترنت ليبثوا من موقع الحدث مباشرة إلى محطاتهم، ومرة أخرى يتلقف زملاءهم في المحطة في قسم استقبال المواد هذه الإشارات ليوجهوها إما بإعادة الإرسال للبث الفضائي أو بالتخزين على خوادم المحطة
ومن أشهر الحلول المتاحة في السوق شركة ليف يو، وهي تقدم خدمة البث بجودة عالية من خلال وحدات بث ميدانية محمولة يتم ربطها بالكاميرات الرقمية، أو من خلال برنامج يتم إنزاله على الهواتف الذكية وربطه بحساب القناة على موقع ليف يو على الإنترنت. وتقدم هذه الشركة خدماتها على الجيل الخامس من الاتصالات. وتضمن نقل التسجيلات بجودة عالية جدا وتحمل مع الفيديو ١٦ قناة صوتية، وتدعم كاميرات متعددة بما في ذلك الكاميرات الروبوتية ووحدات التحكم في الكاميرات. كذلك تسمح المنصة لمديري الخدمة من القناة التعرف على الأطقم الميدانية وجهوزيتها وتلقي الاتصال منها، والتنقل بينها. أيضا تقدم هذه المنصة حلول صوتية عالية الجودة مع حفظ سحابي، مما يتيح لمقدمي الأخبار والمنتجين في المحطة التواصل بسهولة مع مشغلي الكاميرات