المعلومات المضللة على السوشيال ميديا

المعلومات المضللة على السوشيال ميديا

كيف يمكن الكشف عن المعلومات المضللة على السوشيال ميديا؟

قبل الإجابة على هذا السؤال يجب أن نوضح الفرق بين المعلومات المضللة والمعلومات الخاطئة

المعلومات المضللة (أو الكاذبة) هي المعلومات تم التخطيط لها بعناية فائقة. وذلك من خلال استراتيجيات وعبر مؤسسات وخبراء محترفين. الهدف هنا هو تضليل الناس عن عمد. هنا يكون الاعتماد دائما على مواطن الضعف والخلل في المجتمع. ومن أمثلة ذلك النزعة القبلية أو الدينية أو الحزبية ألخ. وبالتالي نشر معلومة مضلل سيثير الناس ويتناقلوها لأنه يمس جوانب تخص معتقادتهم أو ميولهم.  أما المعلومات الخاطئة فهي أخبار قد تكون غير مكتملة. على أية حال كلاهما مؤذ

أين تنتشر؟

نعد الآن للإجابة على السؤال .. لكي تستطيع الكشف عن المعلومات المضللة عليك أن تتعامل معها على أنها فيروس مؤذ. وبالتالي الخطوة الأولى هي أن تعرف أين تنتشر هذه المعلومات؟. ما هي البيئة الخصبة لانتشار هذه الفيروسات؟. لاشك أن السوشيال ميديا هو بيئة خصبة جدا لانتشار هذه المعلومات. ايضا الشائعات والصحف والمواقع الصفراء

كيف تنتشر؟

تنتشر المعلومات المضللة في شكل أشبه ما يكون بالدوامة. أي في دوائر صغيرة مثل مجموعات التليجرام والواتساب ومجموعات السوشيال ميديا. تدريجيا تبدأ تتسع الدائرة عندما يذهب هؤلاء الناس لنشرها على حساباتهم الخاصة في دوائر أخرى لتتسع الدائرة. ثم تصبح ترند فتتناقلها بعض الصحف التي ترغب في الشهرة والتي يتابعها عدد أكبر من الناس. وهكذا تنتقل المعلومة من دائرة صغيرة إلى دائرة أكبر فأكبر لتصبح حديث الناس في كل مكان

كيف نكافح انتشارها؟

الحل دائما يبدأ أولا بالحصانة. هل رأيت كيف نتعامل مع المرض؟ نعطي التطعيم لكل الناس أو أغلبهم. ومن ثم يصبح لدى المجتمع حصانة عامة ضد المرض. إذا يجب أن نبدأ بخطوة استباقية وهي شرح الأحداث فور حدوثها بشفافية. وجيب تنبيه الناس لاحتمال التلاعب بالمعلومات بشكل غير حقيقي. وتوجيه الجماهير للمصادر التي يستقوا منها المعلومات. وطبعا يجب أن تنشر هذا التطعيم في نفس البيئة التي تخاف من انتشار المرض فيها

لكن هب أن الفيرس كان جديدا بالكلية ولم نتدارك الأمر وبدأت المعلومات المضللة تنتشر بين الناس. الأن نحن أمام مشكلة ذات حدين. إذا سكتنا فالمعلومات ستنتشر كالنار في الهشيم، وإذا نفينا هذه المعلومات ساعدنا على انتشارها ورواجها كالذي ينفخ في النار لتزيد. الحل هنا يبدأ بنشر تحليلات تفند بشكل منفصل وليس ردا على أحد ولا نفيا لخبر. عملية التحليل هي بمثابة مواضيع جديدة ننشرها جنبا لجنب لنصنع ازدحاما في المعلومات ووجهة نظر مختلفة. هذا ما يمكن أن نطلق عليه مضاد الفيروس الذي يساعد كرات الدم البيضاء على المقاومة. عملية نشر التحليلات وتفنيد المواضيع تساعد الناس على فهم الحقيقة. ومن ثم تبدأ تظهر عندهم بوادر المقاومة للأخبار المضللة. عليك أن تستخدم هنا شخصيات عامة ومحبوبة ولديها علم ومصداقية

الأساليب المستخدمة

من الأفضل استخدام عناوين إيجابية، بدلاً من طرح الأسئلة. مثال: “من غير الصحيح أن يكون من الممكن التصويت بدون وثائق”. بدلاً من “هل يمكن التصويت بدون وثائق؟”. نظرًا لأننا نعلم أن العديد من القراء سيقرؤون العناوين بسرعة دون قراءة مضمون النص، يجب أن نستفيد إلى أقصى حد من هذا المساحة لتزويدهم بالتوضيح الرئيسي الذي يحتاجون إليه

من المهم أيضًا أن نكون شفافين حول كيفية الحصول على المعلومات. سيعطي ذلك الجماهير ثقة أكبر في أسباب رفض المزاعم الزائفة وفهم لماذا هي غير دقيقة. هذا قد يساعد أيضًا القراء على تحديد معلومات زائفة مماثلة يمكنهم الوصول إليها في المستقبل

أخيرًا، قبل أن نفحص مزعمًا زائفًا، يجب أن نضع أنفسنا في موقف شخص اعتقد التضليل. فقد يمكّننا ذلك من فحص المزاعم الزائفة بطريقة تعاطفية. وهذا يزيد من فرص الوصول إلى جمهورنا، وزيادة فرص التأثير عليه

في الختام، يجب على الصحفيين ومن يعملون في مجال مكافحة التضليل أن يكونوا على استعداد لمواجهة التحديات. والتي يشكلها انتشار المعلومات الزائفة على السوشيال ميديا. يجب عليهم فهم كيفية انتشار التضليل والمنصات التي يمكن أن يصل إليها. وكذلك كيفية إعداد النفي بطريقة فعالة وملائمة. والالتزام بالنصائح المذكورة أعلاه يمكنهم أن يساهموا في تقديم معلومات دقيقة وموثوقة للجمهور. ومن ثم مساعدتهم على فهم الحقائق وتجنب الانخراط في دوائر التضليل والشائعات

المصدر

ijnet

التزييف العميق

الأخبار الكاذبة