عندما بدأت أسجل فيديو على الفيس بوك، كنت استخدم موبايل أي فون وسماعة أير بود. الصوت كان من وجهة نظري نقي ومقبول، لاسيما وأنني كنت أسجل في أماكن مفتوحة. لكن الحقيقة أنني عندما بدأت التسجيل في البيت لاحظت أن صوت المكيف وبعض الصدى بدأ يظهر في الفيديو. كان من الصعب إزالة الصوت أثناء المونتاج. فقررت شراء ميكروفون جديد، وبدأت أسأل
نصحني أحد زملائي بميكروفون بهرينجر بي ٢. لكن سعره كان يفوق قدرتي المادية. بحثت أكثر، فوجدت الكثير من الناس على الإنترنت ينصحون بميكروفونات بلو يتي، لكن سعره أيضا كان مرتفعا. الفضول دفعني لمعرفة السر وراء ارتفاع أسعار الميكروفونات. وما هي أنواعها، وكيف اختار الميكروفون المناسب، ومن هنا بدأت رحلة البحث في الصوت
ما هو الصوت؟
يلعب الصوت دورا أساسيا في العمل الإعلامي. الأمر لا يتوقف على نقل المعلومات فقط، بل نقل المشاعر والبعد الدرامي في كل مشهد. ويقاس تردد الصوت بالهرتز. وتتراوح شدة الصوت الذي يمكن للأذن البشرية التقاطها ما بين ٢٠ (صوت منخفض) إلى ٢٠ ألف هيرتز (صوت مرتفع جدا). وطبعا ما أقل أو أعلى من هذا لا تستطيع الأذن البشرية سماعه
كيف يعمل الصوت؟
يتحرك الصوت في شكل موجات تمثل دفعات من الضغط الهوائي. وهي تصدر نتيجة اهتزاز جسم ما (كأوتار الغيتار أو الحنجرة البشرية). الاهتزاز يؤدي إلى دفعات من الضغط الهوائي تنتقل عبر الهواء إلى أن تصل إلى طبلة الأذن التي تهتز بفعل الضغط فيترجمها العقل إلى معاني. ويمكن تخيلها من خلال رسمها على منحنى بياني كما هو في الشكل المرفق. لاحظ أن هذا الرسم فقط لتخيل شكل الموجه ثنائي الأبعاد، وهي هنا تمثل نغمة بتردد ثابت تتحرك من النقطة أ إلى النقط ب، لكن في الواقع التردد يكون في شكل ثلاثي الأبعاد، ويتحرك في الهواء في كل الاتجاهات
والموجات الصوتية لها ٣ خصائص هي
الطول: وتقاس بأي نقطة على موجة ونقطة مماثلة لها على الموجة التي تليها أو تسبقها
السعة: وتقاس بارتفاع الموجة
التكرار: وتقاس بعدد مرات تدفق الموجات في الثانية الواحدة. كلما زادت السرعة كان الصوت مرتفع، وكلما قلت كان الصوت منخفض، وتقاس بالكيلو هيرتز
الطريف هنا أن اختلاط الأصوات في الهواء يؤدي إلى تكوين نغمات جديدة كما هو في الشكل التالي
كيف تتعامل أجهزة الصوت مع الصوت؟
أجهزة الصوت تعمل بمفهوم بسيط جدا. التقاط الموجات من الهواء (بالميكروفون). ثم تحويها إلى إشارات كهربائية. ثم معالجتها كيفما نشاء (عبر مضخم)، ثم إعادة بثها مرة أخرى إلى موجات واهتزازات عبر سماعات
ما هي أنواع الميكروفون؟
يوجد ثلاثة أنواع رئيسية من الميكروفون وهي
بلا اتجاه: يلتقط الأصوات من جميع الاتجاهات (زاوية الالتقاط ٣٦٠ درجة). هذا النوع مناسب لأشخاص جالسين حول منضدة أو في اجتماعات مثلا. لكن يعيب هذا النوع أنه أكثر عرضة لارتجاع الصوت، ولا يوجد منطقة رفض
ارتجاع الصوت يحدث غالبا عندما يكون الميكروفون قريب من سماعة حيث يصدر صوت صفير حاد يزداد ارتفاعا وحدة تدريجيا
منطقة الرفض هي المنطقة التي لا يلتقط الميكروفون منها الصوت، وكلما زادت أصبح الميكروفون أكثر دقة، والعكس صحيح
أحادي الاتجاه: يلتقط الأصوات من اتجاه واحد في الأغلب، وهو على عدة درجات على النحو التالي
ميكروفون تحت قلبي: يلتقط من الأمام بشكل قوي، ومن الخلف والجوانب بشكل ضعيف
ميكروفون قلبي: يلتقط من الأمام بشكل أقوى من السابق، ومنخفض الحساسية جدا في الخلف. يناسب العمل المسرحي، والاستديوهات المفتوحة
ميكروفون قلبي قوي: زاوية الالتقاط الأمامية أكثر حدة من السابق. ورفض قوي للأصوات الجانبية، لكنه مازال يلتقط من الخلف بشكل ضعيف. يناسب العمل الإذاعي أو العازفين الموسيقيين حيث يجب وضعه بشكل مباشر أمام مصدر الصوت
ومن أشهر أنواع الميكروفون أحادي الاتجاه. الشوتينج: والذي يتميز بزاوية التقاط حادة، ويناسب الإنتاج التليفزيوني وفي الأماكن المفتوحة حيث يمكنه التقاط الأصوات البعيدة في اتجاه معين
+ ثنائي الاتجاه (8): يلتقط الأصوات من اتجاهين متقابلين (الأمام والخلف) بشكل متساوي، مع عزل جيد من الجوانب. يناسب المقابلات بين شخصين متقابلين
تشريح الميكروفون
يوجد نوعان من الميكروفون من حيث المكونات الداخلية
الديناميكي: وهو متعدد الاستخدامات ويناسب الاستخدامات العامة. تصميمه يتكون من مغناطيس حوله ملف وأمامه حاجب رقيق متصل بأحد طرفي الملف.بمجرد اهتزاز الحاجب بفعل الصوت يتحول الصوت إلى نبضات كهربائية في الملف لينتقل إلى الكومبيوتر عبر الطرف الثاني من الملف. ولا يحتاج إلى مصدر طاقة
المكثف: ويعمل بالبطارية، وتكون الإشارات الملتقطة منه أكثر دقة من السابق. وهو يحتوي على لوحين (حاجبين) بينهما جهد. بمعنى أن كل واحد منهما متصل بأحد طرفي البطارية. عند تعرضه للصوت يحدث الاهتزاز فتتغير المسافة بين الحاجبين فتتحول إلى نبضات كهربائية داخل الأسلاك لتخزن داخل الكومبيوتر