كيف يتعامل الصحفي مع الأخبار المولدة بالذكاء الاصطناعي؟

كيف يتعامل الصحفي مع الأخبار المولدة بالذكاء الاصطناعي؟

ينشر موقع العالم اليوم نحو 1200 مقالة يوميا في المتوسط. بينما تتنتج صحيفة نيويورك تايمز 150 مقالة أصلية يوميا. لقد أصبح الأمر مرعبا

نشر موقع ميديا 404 في يناير 2024 مقال مفاده أن أخبار جوجل تعزز المقالات الإخبارية التي ينشئها الذكاء الأصطناعي. يستعرض المراسل جوزيف كوكس في هذا المقال أمثلة متعددة على عمليات الاحتيال التي يقوم بها الذكاء الاصطناعي. وما يزيد الطين بلة أن نظام جوجل يقوم بالتسويق لهذه المقالات. وهذا ما قد يجعل من الصعب على التقارير البشرية الوصول إلى القارئ. والسؤال إذا .. كيف يتعامل الصحفي مع هذه الأخبار المولدة بالذكاء الاصطناعي؟

كشف أحد الموظفين في جوجل أن خوارزميات الشركة تعطي الأولوية للأخبار التي ينشئها الذكاء الاصطناعي. بمعنى أن المحتوى الذي ينتجه الذكاء الاصطناعي غالبا ما يأتي في مقدمة نتائج البحث. وذلك على اعتبار أن هذه هي أهم نتائج. لذا ينصح ممثل جوجل بأن يتم إعادة ترتيب النتائج حسب التاريخ. ستتغير وقتها النتائج وسيتم عرض أحدث محتوى يطابق مصطلحات البحث. وسوف تتغير النتائج بسرعة مع ظهور محتوى جديد.

على الرغم من ذلك فقد أشارت جوجل في وثيقة صادرة في يوليو 2023 أن نظام التصنيف لديها يرتب النتائج وفق عوامل كثيرة. ومن ذلك صلة المحتوى والشهرة والموثوقية، بغض النظر عن كيفية إنشائها. كما أن جوجل تعمل على تقليل احتمالية ظهور النتائج التي تنتجها مزارع محتوى الذكاء الاصطناعي. لكن على ما يبدو أن الأمر خارج السيطرة. وذلك لأن كم الإنتاج الذي يصنعه الذكاء الاصطناعي يفوق قدرة البشر على الإنتاج. وهذا ما أكده موقع نيوز جارد، حيث أشار إلى أن هناك أكثر من 800 موقع يستخدم الذكاء الاصطناعي لأنتاج الأخبار ونشرها بدون إشراف بشري يذكر

ما الذي تقوم به جوجل لمكافحة محتوى الذكاء الاصطناعي؟

نظام جيمني من جوجل، هو نظام ذكاء اصطناعي يعمل على فهم النصوص والأكواد والصور، وذلك بهدف تمييز المحتوى المخلق بالذكاء الاصطناعي عن نظيره البشري. يساعد جوجل الباحثين (والصحفيين) على الوصول للمصادر الشائعة على الإنترنت للإجابة على استفسارتهم

واجه مخاوفك

شئنا أم ابينا فالحقيقة هي أن إنتاج الذكاء الاصطناعي يسبق الإنتاج البشري بأشواط. والمصيبة الأخطر أنه يعتمد على سرقة المحتوى البشري وإعادة إنتاج محتوى جديد منه. أي ان الصحفيين أصبحوا هدفا سهل للسرقة. والنتيجة الحتمية هي استمرار انخفاض عدد الصحفيين. ففي 2023 فقد قطاع الصحافة أكثر من 21 ألف وظيفة. وعمليات تسريح الصحفيين ما زالت مستمرة هذا العام (2024)

يقول الدكتور شون بي دالي، الأستاذ في جامعة نياجرا، إن التحول نحو الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار أمر لا مفر منه. لكنه ليس أمرا مروعا تماما. فثمة مجالات لا يمكن اختراقها في الصحافة. ومن ذلك الصحافة الاستقصائية. والتي تعتمد على إعادة تجميع الحقائق الموجودة، والكشف عن البيانات المخفية، وإنتاج محتوى أصيل. ايضا ما يزال البشر وحدهم هم القادرون على إجراء المقابلات والتحقيق بعمق

وكما يقولون إذا لم تتمكن من التغلب على عدوك .. احتضنه. نعم عليك أن تتكيف من الذكاء الاصطناعي. فكر في استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة بطريقة مبتكرة لتعزيز المحتوى الصحفي. تعامل مع الذكاء الصحفي كزميل عمل مشارك في اللعبة وليس منافس.

نصائح للصحفيين

استخدم الذكاء الاصطناعي بنزاهة وليس كوسيلة للحصول على مرتبة أعلى في نتائج البحث

اهتم بإنتاج محتوى يركز على العمق والسياق والفروق الدقيقة

تفاعل بشكل مباشر مع المجتمعات، واحتضن الوسائط المتعددة

استخدم أفضل ممارسات تحسين محركات البحث لتعزيز رؤية العمل وتأثيره

انشر المحتوى عبر المنصات السوشيال ميديا، ولا تعتمد فقط على المعلومات المنتشرة على محركات البحث

دمج الذكاء الاصطناعي لأتمتة المهام الروتينية وتحليل البيانات واكتشاف الأنماط

إن استخدام الذكاء الاصطناعي بذكاء سيساعد المراسلين على إثراء تقاريرهم والتأكد من بقاء منتجاتهم في حلبة المنافسة

المصدر

ijnet