استخدامات الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار

استخدامات الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار

ما هي أهم استخدامات الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار ؟ .. تستخدم العديد من الصناعات الذكاء الاصطناعي لزيادة الإنتاجية، والمؤسسات الإخبارية ليست استثناء. تقوم الشركات بإنشاء شخصيات رقمية لمزج القدرات الحسابية للذكاء الاصطناعي مع الإبداع البشري. تعمل هذه الأدوات على تسهيل المهام مثل التعامل مع الجمهور، والتحقق من الأخبار، وإنشاء محتوى تفاعلي. دعونا نلقي نظرة على أهم استخدامات الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار

مولد المقالات الإخبارية

يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في غرف الأخبار لإنشاء نصوص وتقارير عالية الجودة. وهذا يقلل من الوقت الذي يقضيه الصحفيون في البحث عن المحتوى وتنسيقه. ومن أمثلة ذلك نظام كلارا، الذي قدمته شركة أكسبرس مؤخرًا. وهو نظام ذكاء اصطناعي متقدم. كلارا هي أداة متطورة يمكنها تنظيم النصوص، وإجراء بحث شامل للمحتوى. فضلا عن تلخيص كميات هائلة من المعلومات بسرعة وكفاءة. وتعزز هذه الأداة من قدرة غرفة الأخبار على إنشاء المحتوى. لاسيما في المقالات المنشورة على موقع أكسبرس، كالتقارير الرياضية. ومع ذلك لا يزال الصحفيون يلعبون دورا بارزا في عملية النشر. إذا يجب عليهم مراجعة المحتوى الذي تنشئه كلارا. وذلك للتأكد من سلامة الأخبار وصحتها

الأرشيفات الذكية

تهتم الشركات الكبيرة مثل جوجل ومايكروسوفت بارشيفات المؤسسات الإعلامية، لاستخدامها في تدريب نظمها الذكية. وهذا الأمر يجعل استخدام هذه الأرشيفات أكثر فاعلية. ومن التجارب الملفتة للنظر هنا تجربة ميديا هويس. وهي مؤسسة صحفية أوروبية. قامت بالتعاون مع شركة إم إل 6 المتخصصة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. وذلك لإنشاء قاعدة معرفية داخلية ذكية بتكلفة بسيطة. هذه التقنية تساعد الشركة على الحفاظ على سلامة ودقة محتواها. فضلا عن تحفيز الابتكار في الصحافة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي. كما تجري الشركة حوارا مع جوجل ومايكروسوفت لأستكشاف إمكانية استخدام بياناتهم لتدريب حاملي الماجستير في القانون. وهو ما يساعد في تطوير المزيد من نماذج اللغات الخاصة بالمجال. يمكن لمثل هذا التعاون أن يمهد الطريق لعصر جديد من الصحافة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي

إنشاء اختبارات الأخبار

يقصد باختبارات الأخبار تلك الأسئلة التي يتم نشرها في موقع الصحيفة أو على حساباتها على السوشيال ميديا. والهدف من هذه الاختبارات هو تحفيز الجمهور على المشاركة. أو ربما لقياس مدى وعيه بموضوع محدد. ويشير تقرير حديث صادر عن رويترز في 2023 إلى دور الأخبار الرقمية. ويقول التقرير أن 25% من المشتركين في الصحف الأمريكية قد اشتركوا بسبب هذه الاختبارات. صحيفة تايمز أجرت تجارب على استخدام شات جي بي تي لأنشاء مثل هذه الاختبارات استنادا إلى حصيلة أرشيفها

لكن علينا الانتباه، إذا أن هذه التقنية لم تصل للنضج بعد. فالذكاء الاصطناعي ما زال يخضع لظاهرة  “الهلوسة”. أي أنه يخلط المعلومات الصحيحة بأخرى مضللة، وبطريقة يصعب اكتشافها. لذلك مازال إشراف الإنسان على العملية أمرا بالغ الأهمية

مولدات الصور

يمكن للصحفيين استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء الصور والرسوم التوضيحية والبيانية للقصص الإخبارية. تساعد هذه الأدوات في عملية التصميم، التي تتطلب عادةً وقتًا وخبرة. ويمكنها إنتاج صور مرئية ذات صلة عن طريق إدخال النص أو البيانات. يؤدي ذلك إلى تسريع إنتاج المحتوى وتوفير الموارد البشرية. كما أنه حل فعال من حيث التكلفة. خاصة بالنسبة لمنافذ الأخبار الصغيرة التي لا تستطيع تحمل تكاليف فريق تصميم كبير أو صحفيين مستقلين باهظي التكلفة

يمكن إنتاج العناصر المرئية المولدة بالذكاء الاصطناعي، وتخصيصها بسرعة في مجال التسويق. وهذا يعزز أهمية الحملة الإعلانية وتفاعل الجمهور. توفر الصور التي تم إنشاؤها بالذكاء الاصطناعي فرصًا لسرد القصص بشكل إبداعي. وذلك باستخدام صور مرئية في الوقت الفعلي لتعزيز الروايات وإشراك الجمهور

مولدات صوت ونصوص

أحد التطبيقات الأساسية للذكاء الاصطناعي في غرفة الأخبار هو تحويل المقابلات الصوتية إلى محتوى مكتوب. يعد هذا التحول أمرًا بالغ الأهمية لأنه يسهل أرشفة المعلومات ونشرها بشكل أسهل. كل ما عليك هنا هو رفع فيديو لمقابلة لنظام الذكاء الاصطناعي. وسيقوم النظام بتحويل المناقشات التي تمت في المقابلة إلى نص مرتب. بهذه الطريقة يمكن الاستفادة من النص للارشفة والرجوع إليه لاحقا. وربما لاستخدمه كمادة لتقارير أخرى. أو ربما لعمل ترجمة لهذه المقابلة للغة أخرى، وهكذا. من أمثلة هذه النظم في جي. هذه النظم قادرة على التعرف على الكلام والأصوات وفهم ما يقال حتى في البيئات الصاخبة. ثم تحويل كل ذلك إلى نص دقيق. وهذا يساعد على تسريع دورة إنتاج الأخبار. كما يساعد الصحفيين على التركيز على الجوانب الأكثر إبداعا وتحليلا في صناعة الأخبار

كذلك يمكن لهذه النظم إعادة انتاج أصوات جديدة اعتمادا على النصوص التي أنتجتها. وهو ما يمهد الطريق لتطبيقات مبتكرة مثل الترجمات الفورية والدبلجة الآلية. وهو ما يسمح لغرف الأخبار بتوسيع نطاق عملها، والوصول لجماهير أوسع

المحتوى المخصص

من التطبيقات الشائعة في الذكاء الاصطناعي هو إمكانية تقديم محتوى مخصص. ومن التجارب الرائعة هنا تقنية جيمس. وهو خادم رقمي أنشأته مؤسسة تويب البلجيكية. وهي متخصصة في النشر الصحفي الرقمي. وقد تعاونت مع صحيفة تايمز لمساعدة ناشري الأخبار على تعزيز مشاركة القراء من خلال رسائل الإيميل المخصصة. يقوم جيمس بتخصيص توزيع الرسائل الإخبارية من خلال التعلم من سلوكيات القارئ وتفضيلاته. وتخصيص المحتوى ليناسب عادات القارئ الفردية

أصبحت النشرات الإخبارية المخصصة ذات شعبية متزايدة في صناعة الأخبار. وذلك لأنها تستخدم البيانات والتعلم الآلي لتحسين مشاركة القراء والاحتفاظ بهم. ومن ثم أصبحت المؤسسات الإخبارية مجهزة بشكل أفضل لتلبية الاهتمامات المتنوعة لقرائها مع تحقيق أهداف النمو الرقمي الخاصة بها

الملخصات

يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء العناوين والأوصاف التعريفية وملخصات المقالات الإخبارية. وهي من الأمور المهمة للصحفيين للتعرف على الأمور المعقدة من خلال شرح بسيط. وكذلك لمعرفة أكبر قدر من المعلومات في وقت قصير. وفهم القصص الاخبارية المتشابكة بشكل بسيط. من المهم ملاحظة أن ملخصات الذكاء الاصطناعي لا توفر نفس العمق والسياق الذي توفره المقالات الكاملة. ولذلك، ننصح القراء بقراءة المقال بأكمله لفهمه بشكل شامل

التحقق من الحقائق

يعد التحقق من الحقائق مهمة تستغرق وقتًا طويلاً وتكلفة مرتفعة. ومع انتشار المعلومات الخاطئة والأخبار المزيفة عبر الإنترنت، يدقق القراء بشكل متزايد في مصادر أخبارهم. يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي التحقق بسرعة من البيانات والتحقق من صحة المعلومات الواردة من مصادر مختلفة. وهو ما يجعل اكتشاف الأخطاء المحتملة أو الأكاذيب أسهل. تعتمد هذه الأنظمة على قواعد بيانات واسعة موثوقة. ولكن مرة أخرى التحقق من نتائج الذكاء الاصطناعي يجب أن تخضع لمراجعة بشرية للتحقق من صحتها. وذلك لأن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه التفكير بشكل نقدي، والفهم العميق للسياق الكلي للموضوع. ستظل هذه في يد البشر

الرقابة الرقمية

مع تزايد النشاط على الإنترنت، أصبح من الصعب على المشرفين البشريين مواكبة الحجم الهائل للمحتوى الذي يتم إنشاؤه. وهنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي في الرقابة على المناقشات، وتحديد  وتحديد المحتوى غير المناسب عبر السوشيال ميديا. وعلى سبيل المثال تستخدم منصات مثل فيسبوك وانستجرام مثل هذه النظم للكشف عن الممارسات الخير قانونية على منصاتها، ومن ثم تحويلها إلى مراقب بشري للتدقيق. ومرة أخرى الذكاء الاصطناعي يمكنه مراقبة كم ضخم من المحتوى واكتشاف الغير مناسب والإبلاغ عنه. لكنه كثيرا ما يخطئ في الحكم. لذلك يجب أن يتم تحويله إلى مراقب بشري للتأكد منه

روبوتات الدردشة

روبوتات الدردشة من الأدوات الذكية التي توفر كثير من الوقت والجهد، وتحل الكثير من المشاكل للمستخدمين. ومن ثم تقدم خدمة عملاء جيدة جدا. تعتمد هذه النظم على قوائم محددة تقدمها للمستخدم. ووفقا لهذه الخيارات يتم سؤال المستخدم عدة أسئلة لأحالته على الطريقة الأمثل لحل مشكلته أو الوصول لما يريد. لكنها إذا تعذر عليها حل مشكلة المستخدم، فإنها تحيله على شخص حقيقي للتواصل معه. وتشير المماراسات الحديثة في هذا المجال إلى أن الكثير من استفسارات الناس يتم حلها عبر روبتات الدردشة. هذه التقنية تستخدمها الشركات في مجال التسويق. وتستخدمها المؤسسات الإعلامية للإجابة على استفسارات عملائها المشتركين في الخدمات المدفوعة. وكذلك تستخدمها منصات الترفية الرقمية.

لقد غيرت أدوات الذكاء الاصطناعي الصحافة من خلال الجمع بين رواية القصص وتحليلات البيانات. وهذا التعاون يجعل الصحافة أكثر كفاءة ويخلق تجربة أفضل للجمهور. على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يمكنه القيام بالعديد من المهام، إلا الإبداع البشري سيظل في قلب الصحافة … ما رأيك في هذا المقال؟ .. ننتظر تعليقك

المصدر

Twipe