كيف تقرأ؟

كيف تقرأ .. ماذا تقرأ؟ .. بأي لغة تقرأ؟

كيف تقرأ؟ .. سؤال استوقفني وأنا أتصفح رفوف مكتبتي … القراءة مهارة تنمو بالتدريب، تماما كالرياضة، تبدأ جولتك الأولى بصعوبة وكلما استمررت في التدريب قلة الصعوبة وزادت اللياقة وتحسن الأداء

نتفق جميعا على أن القراءة تختصر الوقت. وتضيف إلى خبرة الفرد رصيدا كبيرا في وقت قصير، وترتقي بالإنسان علميا وأدبيا وأخلاقيا. المشكلة التي يواجهها كثيرون، لاسيما بين الشباب في الحيز العربي، هو العزوف عن القراءة بشكل عام، وقراءة الكتب بشكل خاص.

ومن يقرأ ليس لديه من الجلد للاستمرار. والحقيقة أن السبب في هذا هو الطريقة التي يقرأون بها، والتي تجعل من عملية القراءة كابوسا حقيقيا. لذلك فإن أول سؤال يتبادر للذهن هو كيف أقرأ؟ ولكي تعرف كيف تقرأ، ينبغي أن تعرف أولا مستويات القراءة

.. مستويات القراءة الناجحة

نحن عندما نقرأ نستخدم أحد المستويات الثلاث الآتية في القراءة

١- مستوى القراءة الأساسية: كقراءة النصوص العامة القصيرة كالصحف والمقالات ونحوها. وهو يتطلب الحد الأساسي من فهمك للغة التي تقرأ بها وقواعدها ومفرداتها

٢- مستوى القراءة التفحصية: وأسلوب القراءة في هذا المستوى يهدف إلى التعرف على ما يتضمنه المحتوى الذي بين يديك. وذلك بقراءة قائمة المحتويات والمقدمة وعناوين الفصول والعناوين الفرعية وقائمة الموضوعات. وأيضا الأماكن في نهاية الكتاب، والملخص على الغلاف، وملخصات الفصول، وخاتمة الكتاب. وأثناء القراءة هنا يقفز القارئ عن الأجزاء الصعبة ويستمر في القراءة. وذلك لأن الهدف أن تفهم ما يدور حوله الكتاب بشكل عام

نصيحة: في هذه الطريقة تجنب تثبت العين على الكلمات، والإنكفاء على بعض السطور، أي معاودة قراءتها. عود عينك على الحركة المستمرة، والتركيز أثناء القراءة، ولا تقف عند الصعب. ولتفعل ذلك ساعد عينك بحركة أصبعك على الكلمات والسطور، هذا سيزيد سرعة قراءتك إلى ثلاث أضعاف السرعة العادية

٣- القراءة التحليلية: ويقصد بها القراءة المتصلة لكل النص، والتفاعل معه

الآن يمكننا أن نجيب على السؤال الأول، كيف أقرأ؟

نصائح للقراءة الفعالة

أولا ألتحم مع الكتاب

تتطلب القراءة الفعالة أن تلتحم مع الكتاب الذي تقرأه. ويبدأ ذلك من قرارك بشراء الكتاب. هنا أن تنشئ حق ملكية عليه. وبعد المطالعة الأولية التي تحدثنا عنها سابقا (في القراءة التفحصية)، تبدأ في أقامة علاقة تعارف مع الكاتب. وهنا تبدأ بطرح الأسئلة. ماذا يريد أن يقول لي، ومن أي زاوية يريد أن يعرض رسالته بشكل مفصل، وهل استعرض الكاتب كل جوانب الموضوع؟

ولكي تنشئ علاقة حوار مع الكاتب يجب أن يكون بجوارك قلم، لتكتب على الهوامش.(ملحوظة، تعليق، سؤال، عنوان فرعي، ترقيم، دائرة على كلمة أو اسم. خط تحت عبارة، إحالة لمرجع آخر أو لمكان آخر في الكتاب نفسه). نعم الآن بدأت تتحدث فعليا للكاتب وتنشئ معه حوار

ثانيا تصنيف الكتاب

ينتج عن إقامة الحوار مع الكتاب أنك تبدأ في التفاعل معه. وأول تفاعل هو وضع الكتاب تحت تصنيف ما. فتقول مثلا هذا الكتاب في السياسة أو الاقتصاد أو التربية أو قصة أدبية (وهذه هي مهمة القراءة التفحصية). وداخل التصنيف العام ربما وضعته تحت تصنيف أدق، كالعلاقات الدولية أو الاقتصاد الجزئي، أو علم النفس التربوي. ثم تبدأ في وضعه تحت تصنيف أكثر دقة حسب طريقة الطرح. فهو مثلا كتاب تعليمي أو تحليلي أو تفسيري أو عرض تاريخي أو روائي، وهكذا

ثالثا تصوير الكتاب شعاعيا

يقصد بذلك تلخيص الكتاب. فبعد قراءة كل فصل قم بتلخيصه في جملة أو جملتين إلى فقرة في قصاصة ورق. وبعد الانتهاء من الكتاب أنظر إلى القصاصات التي لخصت فيها فصول الكتاب وأعد ترتيبها بشكل منطقي. بحيث أنك إذا أردت أن ترجع للكتاب فبمجرد مطالعة صورة الأشعة (التلخيص) تتذكر كل ما جاء في الكتاب

الهدف من التصوير الاشعاعي هو تنمية ملكة القراءة والربط المنطقي. وتلقائيا أثناء الكتابة ستطفو على السطح أفكار غير تقليدية قد تكون مشروع لعمل أو بحث أو نشاط أو اختراع مبدع

رابعا أكتشف غرض المؤلف

فالكاتب لديه تساؤل يحاول أن يجيب عنه خلال الكتاب، فما هو ذلك السؤال؟ هنا ينبغي أن تتوصل إلى تفاهم مع المؤلف كى تفهم ما يكتبه. وحتى تفهم كلامه يجب أن تتأنى في قراءة المقدمة والفصل الأول. وذلك لأنه غالبا ما تتكرر المصطلحات التي سيستخدمها طوال رحلته في الكتاب. ومن ثم فإن ذلك سيساعدك على القراءة بسرعة. وليس بالضرورة أن تقتنع أو تتبنى أفكار المؤلف، أقرأ بشك

خامسا تحدث إلى المؤلف (أدب النقد)

قراءة الكتاب هي بمثابة الحوار مع المؤلف. ففي البداية تترك المؤلف يقول ما يريد. ثم يأتي دورك في الرد على كلامه. هنا أنت لا تتصيد الأخطاء. فلا يوجد كتاب كامل شامل يحوي بين دفتيه كل شئ. ولا أحد معصوم من الخطأ مهما بلغ علمه. فعندما يأتي دورك تعلم كيف تتحدث إلى استاذك الذي بذل الجهد وكتب وطبع ونشر ليوصل رسالته إليك

ثم عليك أن تعلم أن المؤلف ربما كان من الصعب أن يضع كل ما لديه في كتاب واحد. لذلك قرر أن يقسمه على عدة كتب، يتناول زاوية من الموضوع في كل كتاب. ومن ثم فإن فهمك للكتاب ربما يكون ناقص لهذا السبب

واخيرا، قبل أن تحكم على موضوع الكتاب تأكد أنك فهمته تماما حتى يكون نقدك مبني على أساس من الفهم. واكتب في نقدك حيثيات عدم موافقتك لرأي المؤلف، وحتى تكون موضوعي في نقدك احصر نقدك داخل الأضلاع الأربعة الآتية

المعلومات غير منظمة بشكل منطقي لأن المنطق أن يأتي كذا ثم كذا
المعلومات غير مكتملة فأين كذا وكذا
الحجج غير منطقية وغير مقنعة لسبب كذا وكذا
التحليل غير مكتمل لسبب كذا وكذا

سجل رأيك في قصاصة الورق التي تشتمل على التلخيص، والتي سبق الحديث عنها. فهذا يفتح الباب دون شك للبحث عن إجابات للأسئلة والأفكار الجديدة التي طرحتها. فيرد عليك الكاتب بقائمة المراجع التي اعتمد عليها. وربما تجد بين أصدقاؤه من يجيبك على بعض تساؤلاتك، لتبدأ الرحلة من جديد .. مع كتاب جديد

سادسا استخدم مساعدات القراءة

بعض الكتب تكون من الصعوبة بحيث تحتاج إلى مساعدات خارجية، ويمكن أن نقسم هذه المساعدات إلى 4 أقسام

التجربة: في حالة الكتب العلمية التي تشرح وتصف شئ ما. فلن تفهم الموضوع إلا بتجربته. مثال على ذلك، كيفية استخدام برنامج أو جهاز. فلن تفهم إلا بالتطبيق، أو مثل طبيعة حياة القبائل البدائية في وسط افريقيا. فلن تستوعب الشرح إلا من خلال المشاهدات ذات الصلة بالموضوع، وما أكثر الوثائقيات

الكتب الأخرى: لا يوجد كتاب يقف بمفرده بمعزل عن الكتب الآخرى من جنسه. فهو بمثابة لبنة في صرح كبير، وحتى يكتمل البناء يجب أن تحيط الموضوع من كل جوانبه. ولذا عليك أن تطلع على الأدبيات الأخرى التي تكمل النقص في الكتاب الذي بين يديك، وهكذا تكتمل الصورة، وتعرف كيف تقرأ؟

المستخلصات والتعليقات: والتي غالبا ما تتوفر في المكتبات الجامعية. وتقدم عرض عام للكتب، ولكن يجب التعامل معها بحذر. وذلك لأن صانع هذه المستخلصات أو التعليقات قد يكون له رؤية ورأي خاص في الكتاب، لذا ننصح ألا تلجأ إليها إلا بعد قراءة الكتاب

المراجع: كالقواميس والمعاجم والأطالس والموسوعات، فهي دون شك تكمل الصورة في ذهنك

ماذا أقرأ؟

القراءة في كل المجالات توسع دائرة رؤيتك للكون من حولك، وتساعدك على التفكير ببصيرة. وفي هذا الإطار يمكن أن نصنف المجالات الرئيسة التي يمكن للفرد أن يخوض فيها على النحو التالي

العلوم

وهي تتضمن كتب إرشادية لكيفية صنع كذا، أو كتب تتحدث عن الفلسفات والمبادئ والمفاهيم وأصول العلم. وهذا النوع من الكتب تكمن أهميته في أنه يغير نظرتك للأمور، وربما يدفعك للتجريب، ومن ثم يغير في مهاراتك الشخصية

الأدب التخيلي

كالروايات والمسرحيات والقصائد. وهذا النوع من الكتب ينبغي أن يقرأ بعين ناقدة، صحيح أنك تقرأ هنا للاستمتاع.لكننا ننصح بتطوير مهاراتك الناقدة. وذلك باتباع ثلاثة قواعد: أولا ركز على وحدة العمل. ثانيا الأطروحة التي يريد المؤلف أن يقولها. وأخيرا مدى اتفاقك أو اختلافك مع هذه الاطروحة ولماذا؟

الفلسفة

ترجع أهميتها في أنها تساعد القارئ على تطوير مهاراته في التفكير. إذ أن هذا النوع من الكتب غالبا ما يطرح الأسئلة ويحاول تفسير الظواهر. لكن حذار أن تقرأ الفلسفة دون أن تكون مرجعيتك الدينية والأخلاقية راسخة. وإلا فأنت عرضة لتغييرات جذرية في شخصيتك ومفاهيمك. وكتب الفلسفة على أنواع.

أولها الحوار الفلسفي، ويكون بين طرفين أحدهما يسأل والآخر يجيب. وثانيا البحث والمقال الفلسفي، وهو أسلوب أكاديمي صعب يحتاج إلى مستوى متخصص من القراء. وثالثا تلاقي الآراء، وهنا يطرح المؤلف آراء الفلاسفة المختلفين حول موضوع معين. وأخيرا شكل الحكمة، وهنا يقدم المؤلف خلاصة الخبرات البشرية في شكل نصائح

العلوم الاجتماعية

وهي تضمن علوم الاقتصاد والسياسة والانثربولوجي والاجتماع والنفس والتربية وإدارة الأعمال وعلوم الثقافة والبيئة وما في حكمهم. هذه العلوم بينها تداخلات كثيرة والقراءة فيها ممتدة ومهمة

التاريخ

كالتراجم والسير والمذكرات وكتب التاريخ والوثائق والمواد التسجيلية وشهادات المعاصرين. وهنا ينبغي ألا تقرأ الكتاب على أنه حقيقة واقعت كما هي. وذلك لأن المؤلف غالبا ما يخضع أثناء بناء الأحداث إلى بعض الاعتبارات. ربما تحت ضغط رقابي، أو بدافع رؤيته الخاص. فالتوسع الإسلامي في العصور الوسطى على سبيل المثال هو فتوحات من وجهة نظر مؤرخ إسلامي. واحتلال من وجهة نظر مستشرق. أيضا يجب أن تضع في اعتبارك أن المؤرخ لم يرى جميع الأحداث، وربما لم تصله كل الوثائق التي تدلل عليها. فعند قراءة التاريخ ينبغي أن يكون الهدف منها هو التعرف على كيف يتصرف البشر. وليس مجرد معرفة المكان والزمان الذي حدث فيه شئ ما. لذا فحتى تصل إلى الحقيقة أنت بحاجة إلى ما يعرف باسلوب القراءة المتزامنة

القراءة المتزامنة

يقصد بالقراءة المتزامنة هنا، قراءة أكثر من كتاب في نفس الوقت. وهي كلها تنصب في ذات الموضوع. فمثلا عند قراءة تاريخ دولة ما في فترة زمنية محددة. نجد أن بعض الكتب تتناول الموضوع بطريقة عرضية. أي تحكي الأحداث التي حدثت بشكل متزامن في كل اقليم داخل الدولة. وكتاب آخر يتناول الأحداث بطريقة طولية. فيحكي مجمل الأحداث بتسلسل زمني، وكتاب آخر يتناول الحياة الاجتماعية في هذه الفترة، فضلا عن الأطالس، فكيف يتم ذلك؟

الخطوة الأولى

هي جمع الكتب التي تخص موضوع معين. لكن ماذا إذا لم تكن لديك فكرة عامة عن الموضوع الذي تريد أن تقرأ فيه؟ هنا عليك استشارة سينتوبيكون

سينتوبيكون: هو فهرس للافكار العظيمة. وقد تم نشره في المجلدين الثاني والثالث من الموسوعة البريطانية. وهو متاح على الإنترنت على هذا الرابط. وهو يساعدك على رسم الخريطة الذهنية لأي موضوع بشكل عام. فإذا كنت تريد أن تقرأ في موضوع كذا عليك بمطالعة الكتب كذا وكذا. ويضم هذا المرجع نحو ٣ آلاف موضوع.

الخطوة الثانية

هي الاطلاع على قائمة محتويات كل هذه الكتب. سيساعدك ذلك على رسم خريطة ذهنية متكاملة عن الموضوع بشكل منطقي في عقلك، هكذا تعرف كيف تقرأ

الخطوة الثالثة

هي وضع خطة. بمعنى أكتب قائمة محتويات خاصة بك. فمثال ستقرأ الفصل الأول من الكتاب الأول، يليه الفصل السابع من الكتاب الثاني، ثم الفصل الثاني والرابع من الكتاب الثالث وهكذا. وهنا لا مانع من تجاوز بعض الفصول التي قد لا تهم في الموضوع الذي تبحث فيه

الخطوة الرابعة

أبدأ في تنفيذ خطتك الخاصة حتي تستكمل قراءة كل ما خططت له. وهنا عليك بمتابعة القراءة وتلخيص كل فصل في قصاصة ورق. وذلك لأن مجمل هذه القصاصات سيعينك لاحقا على فهم الصورة الكاملة للموضوع. وأثناء القراءة عليك بتوحيد المصطلحات، والافتراضات، والتساؤلات. وذلك لأنها ستمثل الإطار الذي تقرأ من خلاله، ومن ثم لا تنجرف مع أفكار المؤلفين المختلفين وأنت تتعرض لكتاباتهم

إذا نجحنا في إقناعك حتى هذه المرحلة لاستعادة لياقتك للقراءة، فأنت مستعد الآن للمرحلة التالية، بأي لغة تقرأ؟

بأي لغة أقرأ؟

بعد أن عرفت كيف تقرأ؟، يأتي السؤال التالي .. بأي لغة أقرأ؟. لا أريد أن أكون متحيزا. فالواقع أن اللغة العربية غطت في سبات عميق لسنوات طوال. ثم استيقظت على وقع أقدام العلوم والتكنولوجيا تدك الأرض دكا. فلم يسعها أن تستوعب كل هذه العلوم جملة واحدة، ووجد العرب أنفسهم مضطرين إلى دراسة العلوم بلغاتها الأم، لاسيما الإنجليزية

لكن الحق أقول. أن باجمع اللغويين بمن فيهم الأجانب، اتفقوا على أن اللغة العربية تمتلك مقومات تؤهلها لاستيعاب كافة علوم وفنون الحضارة الحديثة. وذلك لأن اللغة العربية تعد من أقدم اللغات على وجه الأرض. إذ يصل عمرها إلى نحو ٨ آلاف عام. ومن ثم فهي لغة أم، تشتق منها عدد من اللغات الأخرى كالعبرية والآرامية والكنعانية

واللغة العربية لديها نحو ١٦ ألف جزر لغوي. في حين نجد أن العبرية فيها ٢٥٠٠ جزر لغوي. والسكسونية فيها ألف جزر لغوي، واللاتينية فيها ٧٠٠ جزر لغوي. ومن حيث المفردات فاللغة العربية ثرية جدا بالمفردات

فعلى سبيل المثال نجد أن: رمق ونظر وشاهد وبصر كلها معاني للرؤية، ولكن بحسب حال الناظر. والشغف والولع والعشق كلها معاني في الحب بحسب حال المحب. والأسد والليث والورد والغضنفر والقسورة كلها معاني لنفس الحيوان في حالات مختلفة، وهكذا

كذلك اللغة العربية غنية في الاشتقاق. فالكلمة الواحدة يمكن تفريعها فنقول مثلا طال يطول مطولا مستطيل إلخ. كذلك هي لغة لديها قدرة عجيبة على الاختزال. وليس أدل على ذلك من مثال ذكر في القرآن في كلمة واحدة ”فسيكفيكهم الله“، وهذا غيض من فيض

اللغة العربية تفوق سائر اللغات رونقا، ويعجز اللسان عن وصف محاسنها

المستشرق الإيطالي كارلو ألفونسونلينو

والسؤال إذا: كيف يمكن احياء اللغة العربية من جديد لتصبح لغة علم رائدة؟

هنا يأتي دور الترجمة والاعلام بالتوازي. فالترجمة لا محال هي حجر الأساس لنقل المعارف والعلوم والتكنولوجيا المتقدمة، وبها تتقدم الأمم. والتجارب في التاريخ لا تعد ولا تحصى

وعلى الجانب الآخر يأتي دور الاعلام في تعبيد الأرض لهذه العلوم. وذلك لأنها اصبحت مرتبطة بشكل وثيق بحياة الناس، سواء كانت أخبار أو أعلانات أو حتى دراما. هنا تلعب وسائل الاعلام دورا بالغ الخطورة. فهي تستخدم اللغة العربية الناعمة فتسكن الاعراب، وتكتفي بسهل المفردات، وتبتعد عن الغريب، وتبسط المفاهيم، وتخلق مساحة مشتركة بين الناس، ومن ثم تسهل التواصل بين مختلف اللهجات، وتصهر الشعوب في بوتقة واحدة

نصائح مهمة

المشكلة أن اللغة الاعلامية تتكون من عددا من الأدوات. منها اللغة المكتوبة والصور والموسيقى والأصوات. ومن مظاهر ذلك أن اللغة الجديدة أصبحت أكثر أنتشارا بشكل واسع خاصة مع تقنية الإنترنت. أضف إلى ذلك، شيوع الأخطاء في اللغة، واللحن في القول، وتداول الصيغ والتراكيب التي لا تمت للفصحى بصلة. لذا فإن الاعلام يقع على عاتقه مهمة المحافظة على مستوى لغوي جيد، وذلك من خلال عدة تدابير

أولا استخدام الفصحى في المحتوى المقدم للجماهير

ثانيا ضرورة نشر الوعي اللغوي. والتعريف باهمية اللغة العربية وتعلمها في حياة الناس، وخلق انسجام في المجتمع، والحفاظ على الثقافة والتراث

ثالثا الارتقاء باللغة العامية، وذلك بتثبيت الكلمات الصحيحة، وتصحيح المفردات الشاذة، وتعريف الناس بمفردات بديلة للكلمات الخاطئة

رابعا نشر ثقافة القراءة، وتعليم الناس كيف يقرأون

وأخيرا جاء موعد المفاجأة .. إذ كنت قد أنهيت هذا المقال، فقد انهيت بالفعل قراءة كتابك الأول. فهذا المقال ما هو إلا استعراض ملخص لكتاب مترجم بعنوان : كيف تقرأ كتابا

ويبقى دورك لتفتح الباب للكتاب التالي

أخبرنا في التعليقات .. هل عرفت كيف تقرأ؟

المصادر:ـ

كتاب: كيف تقرأ كتابا / مورتيمور أدلر، ترجمة طلال الحمصي

كتاب: مطالعات علمية / د. علي مصطفى مشرفة باشا

بحث: وسائل الاعلام ودورها في الحفاظ على اللغة العربية / د. ندى عبود العمار

فيديو: سلسلة محاضرات “مدخل لدراسة التاريخ / م. أيمن عبد الرحيم

فيديو: برنامج العلم والأيمان – حلقة اللغة العربية / د. مصطفى محمود