تأثير السوشيال ميديا على أبنائنا

تحقيق صحفي مدفوع بالبيانات

قصة قصيرة

هذه القصة مستوحاة من أحداث حقيقية حدثت بالفعل في الولايات الأمريكية في 2024

تبدأ أحداث القصة من مغفر الشرطة. الوقت الآن الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل. يدق الهاتف، فيلتقط الشرطي المناوب الهاتف. بلاغ من المستشفى المحلي باشتباه في جناية، وأمن المستشفى يتحفظ على الأسرة لحين وصول الشرطة. يقوم الشرطي بجمع أفراد من قوة المغفر والتحرك للمستشفى، وفور وصوله يجد الطبيب المناوب في استقباله، فيخبره بأنه هو من قدم البلاغ

الشرطي: ماذا حدث؟

الطبيب: استقبلنا للتو طفلة برفقة أمها. الطفلة عمرها 8 أشهر، كانت غائبة عن الوعي، وبعد الكشف المبدئي تبين وجود جرح وشرخ في الرأس. لقد قمنا بإسعاف الطفلة، لكن الأمر على ما يبدو ليس طبيعيا

الشرطي: أين الاب؟

الطبيب: وصل بعد الأم بنصف ساعة وبرفقته الأبنه الأكبر، على ما يبدو أن عمرها 12 عام.

بدأ الشرطي في استجواب الاسرة، ليتبين أن الطفلة الأكبر استغلت انشغال الأم باعداد العشاء في المطبخ، بينما كان الأب عائدا من عمله متأخرا، وحملت أختها الرضيعة ثم تركتها تسقط بعنف على الأرض .. وبالضغط قليلا على الطفلة بدأت تحكي

بسبب الانشغال المستمر للأم والأب، كانت البنت تمضي ساعات طويلة على اليوتيوب والانستجرام، وكانت تتابع بعض المشاهير غريبي الأطوار. كانت تتابع قصص الرعب والعنف والأمراض النفسية، وقد أرادت الطفلة أن تلفت انتباه أمها وأبيها من خلال محاكاة قصة كانت شاهدتها على اليوتيوب

نهاية القصة .. بداية قصة

إلى هنا نتوقف عن سرد القصة .. لأن الحقيقة كانت أفظع من ذلك بكثير، وسنتركها لكم في المصادر، القصة بعنوان “روبلكس”. لكن هنا أيضا تبدأ قصتي أنا .. أو بمعنى أوضح .. رحلتي .. إن ما سأطرحه هنا مبني بالفعل على تجارب شخصية، وروايات لأشخاص يعانون مما تفعله السوشيال ميديا بهم. ومبني أيضا على استبيانات تم جمعها من المراهقين (من سن 14 إلى 23 عام)، وقواعد بيانات للمؤثرين في أربع منصات فعالة ومؤثرة في الشباب، وهي انستجرام، ويوتيوب، وتيك توك، وثريد. أنصحك بتجهيز مشروبك المفضل قبل أن تبدأ رحلتك معي .. فما ستراه في السطور التالية سيكون بمثابة مفاجأة تلو الأخرى .. والأمر يحتاج منك إلى التركيز .. هل أنت جاهز .. لنبدأ الرحلة

بداية الرحلة

شئنا أم أبينا .. لقد أصبحت السوشيال ميديا جزءا أصيلا من حياتنا اليومية. المشكلة الأساسية تكمن في انغماس الشباب والمراهقين بكثافة في هذه المنصات. هذا ما يجعل تأثيرها عليهم يفوق تأثير المدرسة والأسرة ودور العبادة والمؤسسات الإعلامية التقليدية بشكل كبير. لقد أصبح المأثرون هم القدوة التي يحتزي بها الشباب. لقد غير ذلك بشكل كبير طريقة تفكيرهم وقناعاتهم ومشاعرهم وقيمهم، بل وحالاتهم المزاجية والنفسية وسلوكهم

وهذا ما جعلني أتساءل: ما مدى تأثير مشاهير السوشيال ميديا على الشباب؟ وفي أي اتجاه؟ ، وما هي المنصات الأكثر تأثيرا عليهم؟ وما هي الموضوعات التي يقبل عليها الشباب في هذه المنصات؟ ، ثم ما هي أشكال التأثير السلبي على الشباب؟، أو بمعنى آخر ما هي درجة تعرض الشاب لمحتوى غير لائق أو تعرضهم لجرائم عبر هذه المنصات؟، وكيف يمكننا احتواء هذا التأثير والحد منه؟ .. الإجابة على هذه التساؤلات هدفها رسم صورة كاملة للمشكلة، ومن ثم الوصول إلى حلول مناسبة

السؤال الأول: ما هو مدى تأثير السوشيال ميديا على الشباب والمراهقين، وفي أي اتجاه؟

لمعرفة مدى تأثير السوشيال ميديا على الشباب علينا أولا أن نعرف من هم المؤثرين على المستوى العالمي والعربي، وما هي الموضوعات الاساسية التي يقبل عليها الشباب؟ ثم من هم هؤلاء الشباب؟. لقد قمت بتحليل ثلاث مجموعات من البيانات، ستجدونها أيضا في المصادر، وإليك نتائج التحليل

أولا المؤثرون العشر الأوائل الأعلى تأثيرا على المستوى العالمي في 2024

المؤثر	حجم المتابعين بالمليون	الموضوع الاساسي	الدولة
Cristiano Ronaldo @cristiano	625.10	الرياضة	البرتغال
Leo Messi @leomessi	501.10	الرياضة	الأرجنتين
Selena Gomez @selenagomez	429.70	الجمال والعناية بالنفس	الولايات المتحدة
Dwayne Johnson @therock	397.80	الترفيه والموسيقى	الولايات المتحدة
Ariana Grande @arianagrande	380.30	الترفيه والموسيقى	الولايات المتحدة
Kim Kardashian @kimkardashian	364.30	الأزياء	الولايات المتحدة
BeyonceÌ @beyonce	319.90	الموسيقى	الولايات المتحدة
KhloeÌ Kardashian @khloekardashian	310.60	الأزياء	الولايات المتحدة
Justin Bieber @justinbieber	293.00	الترفيه والموسيقى	كندا
Virat Kohli @virat.kohli	267.10	الرياضة	الهند

من النظرة الأولى نلاحظ أن الرياضة والجمال والأزياء والترفيه بكل اشكاله هي الموضوعات التي يقبل عليه الشباب بكثرة على المستوى العالمي. ونلاحظ أيضا أن 60% من المؤثرين يأتون من الولايات المتحدة. كذلك نلاحظ أن الانستجرام هو المنصة الأولى التي تستحوذ على اهتمام الشباب، يليها اليوتيوب ثم التيك توك وأخيرا ثريد. كانت هذه مجرد نظرة سريعة، لكن بعد تحليل مجموعات البيانات بعمق أكثر اكتشفنا الآتي

أولا التفاعل على الإنستغرام يصل إلى 115 في المائة، يليه تيك توك بنسبة 90 في المائة، ثم ثريد بنسبة 31 في المائة، ثم اليوتيوب بنسبة 22 في المائة

ثانيا من حيث المحتوى المقدم تتربع على القمة موضوعات الترفيه والموسيقى، يليها في المرتبة الثانية الرياضة، ثم الجمال والعناية بالنفس، ثم الموسيقى، ثم الأزياء والموضة، ثم مشاهير الفنانين، ثم مواضيع الطعام، ثم الدراما، ثم الألعاب، وفي المرتبة العاشرة تأتي مواضيع الرفاهية كالسفر وتربية الحيوانات والفنون والأشغال اليدوية ونحوها

ثالثا من حيث جنسيات المؤثرين تأتي في المرتبة الأولى وبدون منازع الولايات المتحدة، لكنني سأترك لكم هذه الخريطة التفاعلية لتستكشفوا بأنفسكم أعداد المتابعين في كل دولة

ثانيا المؤثرون العشر الأوائل الأعلى تأثيرا على المستوى العربي في 2024

المؤثر	حجم المتابعين بالمليون	الموضوع الاساسي	الدولة
Mohamed Salah @mosalah	63.50	الرياضة	مصر
HUDA BEAUTY @hudabeauty	54.10	الجمال والعناية بالنفس	الإمارات
Nancy Ajram @nancyajram	39.50	الترفيه والموسيقى	لبنان
Tamer Hosny @tamerhosny	32.30	الترفيه والموسيقى	مصر
Mohamed Ramadan @mohamedramadanws	30.70	الترفيه والموسيقى	مصر
Amr Diab @amrdiab	23.90	الترفيه والموسيقى	مصر
Yasmine Sabri @yasmine_sabri	21.60	الدراما والتمثيل	مصر
Hannah El-Zahed @hannahelzahed	20.20	الترفيه والموسيقى	مصر
Achraf Hakimi @achrafhakimi	19.90	الرياضة	المغرب
Rotana @Rotanamusic YouTube	19.70	الوسيقى	السعودية

لم يختلف الشباب العربي عن نظيره في كل أنحاء العالم، فمن النظرة الأولى نلاحظ أن الرياضة والجمال والأزياء والترفيه بكل اشكاله هي ما يقبل عليه الشباب العربي بكثرة أيضا. ونلاحظ أيضا أن 60% من المؤثرين يأتون من مصر. ومرة أخرى نجد أن الإنستغرام هو المنصة الأولى التي تستحوذ على اهتمام الشباب، يليها اليوتيوب ثم التيك توك. وبعد التحليل المعمق اكتشفنا أن تفاعل الشباب العربي على الإنستغرام وصل إلى 812%، يليه يوتيوب بنسبة 261% ثم التيك توك بنسبة 27%.

أما من حيث المحتوى فقد وجدنا أن موضوعات الترفيه والموسيقى أيضا تتربع على رأس اهتمامات الشباب، يليها في المرتبة الثانية الأزياء والموضة، ثم الدراما، ثم الرياضة، ثم الجمال والعناية بالنفس، ثم مشاهير الفنانين، ثم التعليم، ثم الفنون والحرف، ثم الطعام، وفي المرتبة العاشرة تأتي مواضيع المالية.

أما من حيث جنسيات المؤثرين فتأتي مصر في المرتبة الأولى، ويليها السعودية. يمكنك الاطلاع على حجم المؤثرين في الخريطة التفاعلية التالية

ثالثا من هم هؤلاء الشباب؟

ولكي نتعرف أكثر على الشباب العربي قمنا بسؤال عينة عشوائية منهم، ثم قمنا بتحليل بيانات الاستبيانات التي جمعناها منهم، وكانت تلك هي النتيجة:

تراوحت أعمار العينة التي قبلت ملء الاستبيان ما بين 14 إلى 23 عام. وهم غالبا ما يفضلون متابعة مواضيع الترفيه والرياضة والجمال والعناية بالنفس، اي أنهم يستخدمون السوشيال ميديا في مواضيع ترفيهية في المقام الأول، بينما تأتي مواضيع التعلم والدين والعمل في آخر أولوياتهم وبفارق شاسع جدا من حيث أعداد المتابعين قياسا بالمواضيع الأولى. أغلب المؤثرين العرب يأتي من مصر والسعودية والإمارات والمغرب ولبنان والكويت (على الترتيب ذاته وبفوارق بسيطة بين هذه الدول).

عندما سألناهم على الطريقة التي يفضلون التواصل بها. وجدنا أن الاتصال الشخصي هو الطريقة الأكثر تفضيلا عند العينة بواقع 51%، يليها التواصل بالهاتف 18%، ثم الرسائل النصية 17%، ثم السوشيال ميديا 14%. لكن الملاحظة المهمة جدا في هذا الموضوع أن الفئات العمرية من سن 18 إلى 19 عام كانت الأكثر تفضيلا لكل أشكال الاتصال ويأتي في مقدمتها الاتصال الشخصي وجها لوجه، يليه الاتصال من خلال الرسائل، ثم التليفون، وأخيرا السوشيال ميديا.

أما الأعمار الأصغر فيقل لديها الاهتمام بكل أشكال الاتصال. الرسم البياني التالي يبين لنا كل فئة عمرية والنسبة المئوية للطرق التي يفضلونها في التواصل.

سألناهم أيضا عن المدة التي يقضونها يوميا في الرياضة أو أي جهد بدني. واكتشفنا أن نحو 49% منهم يمارسون رياضة أقل من ساعة يوميا، وأن 41% منهم يمارسون رياضة ما بين ساعة إلى ساعتين ونصف، بينما 10% فقط هي التي تمارس رياضة من أربع ساعات فأكثر. هذا المؤشر خطير، لاسيما واننا نتناول في تحليلنا فئات شباب ومراهقين، من المفترض أن تكون الرياضة والحركة هي المسيطرة عليهم بشكل كبير.

الملفت للانتباه هنا أنه كلما قلة الحركة زادت طرق الاتصال، وكلما زادت الحركة قلت طرق الاتصال. بمعنى أن الذين كانوا يمارسون رياضة يوميا لمدة أقل من ساعة كان لديهم وقتا كافيا للتواصل بكل أشكال التواصل، وغالبا ما يأت الاتصال وجها لوجه في مقدمة وسائل التواصل، يليها بقية الوسائل، وغالبا ما تأتي السوشيال ميديا في أخر طرق التواصل، والعكس صحيح. وهذا يؤكد أن السوشيال ميديا لدى الشباب مجرد وسيلة ترفيه، وليست وسيلة للتواصل الفعال واكتساب خبرات. الرسم البياني التالي يفصل العلاقة بين مدة الرياضة ونسبة التواصل.

لنقترب أكثر الآن ونسألهم عن المنصة التي يفضلونها أكثر. وهنا كانت المفاجأة .. فقد مثل الواتس أب النسبة الأكثر بنحو 30%، يليه اليوتيوب 29%، ثم الإنستغرام 24%، بينما النسبة المتبقية وهي 17% فتقاسمتها بقية المنصات مثل فيس بوك وتويتر وسناب شات، وتندر، وهيك. أعتقد أن هذه المعلومة مهمة بالنسبة للمسوقين الذين يستهدفون الشباب. وهي أيضا مهمة بالنسبة لنا لنعرف من أين تأتي الضربة التي تؤذي أبناءنا.

الرسم البياني التالي يوضح لنا الفئة العمرية والمنصات التي تفضلها.

أيضا استطعنا رصد إجمالي المدد التي يقضيها الشباب على كل منصة خلال اليوم الواحد. سأترك لكم الحكم من خلال معاينة الرسم البياني التالي.

السؤال الثاني: ما هي أشكال التأثير السلبي لهذه المنصات على الشباب؟

طلبنا من الشباب أن يعطونا درجة تقييم ما بين 0 إلى 10 لمدى تعرضهم لمحتوى غير لائق على السوشيال ميديا. وبتحليل إجاباتهم وجدنا أن النسبة الأكبر منهم أعطت تقييم 5/10 لاحتمال تعرضهم لمحتوى غير لائق، بينما النسبة الأقل منهم أعطت تقييم 10/10 لاحتمال تعرضهم لمحتوى غير لائق. وهذا يشير إلى أن النسبة الأكبر من العينة تتوقع تعرضها للمحتوى الغير لائق بنسبة تصل إلى 50%.

كانت هذه مجرد نظرة سريعة، لكن بعد تحليل دقيق لإجابات العينة تبين لنا أن النسبة الأكبر منهم تعرضت بالفعل لمضايقات من خلال حسابات مزيفة، بينما جاء في المرتبة التالية جرائم القرصنة واختراق الحسابات، وفي المرتبة التالية جاءت جرائم استخدام الصور بطريقة غير لائقة. ولا شك أن لهذه جرائم تداعيات خطيرة أدت بالفعل في بعض الحالات إلى انتحار الضحايا أو سقوطهم في شبكات دعارة أو تعرضهم لسرقة بطاقاتهم الائتمانية، ورصدنا بالفعل حالات كثيرة في هذا الصدد، منها على سبيل المثال لا الحصر

مايا جونز: وقعت ضحية لعصابة للاتجار بالبشر، تم استدراجها عبر الانستغرام، وانتهت بالانتحار. (الولايات المتحدة)

بسنت خالد: وقعت أيضا ضحية ابتزاز عبر الواتس اب، وانتهت بالإنتحار. (مصر)

الرسم البياني التالي يوضح لنا الفئة العمرية والجرائم التي تعرضوا لها حسب إفادتهم الشخصية

السؤال الأهم هنا .. ما هي أشكال المحتوى الغير لائق التي قد يتعرض لها الشباب؟ يشير التحليل إلى أن نحو 63% من المحتوى يتعلق بالجنس والإباحية، بينما 37% من المحتوى يتعلق بالعنصرية. (هذه النسب تم تحليلها من محتوى تويتر)

رسم صورة تخيلية للموقف

لنتخيل الآن صورة للشباب العربي متمثلة في سعيد وعمره 20 عام ، ومريم وعمرها 17 عام.

سعيد يحب متابعة الأعمال الدرامية، ويفضل التواصل وجها لوجه أو من خلال الهاتف. كذلك يحب ممارسة الرياضة مع أصدقائه ما بين ساعة إلى ساعتين يوميا. ويقضي أكثر وقته على منصتي الواتس أب وسناب شات.

أما مريم فتحب الجمال والعناية بالنفس، وتتابع الموسيقى، وتفضل التواصل عبر السوشيال ميديا والرسائل النصية. ويبدوا أنها كسولة بعض الشيء، لأنها تمارس الرياضة اقل من ساعة يوميا. وتفضل استخدام اليوتيوب والانستجرام لمتابعة الموسيقى وحسابات الجمال والعناية بالنفس.

وخلال متابعتهما اليومية للسوشيال ميديا يتعرضان لمحتوى غير لائق يتعلق بالجنس والعنصرية.

نصائح للشباب

وفق التحليلات السابقة نرى أن الجرائم الأكثر شيوعا على السوشيال ميديا تنحصر في:

القرصنة المباشرة: لسرقة الحسابات واستغلالها، أو سرقة بطاقات ائتمانية مسجلة على هذه الحسابات.

الحسابات المزيفة: بهدف استدراج الشباب، أو التحرش بهم، أو استغلالهم.

التنمر: باستخدام الرسائل المؤذية، ونشر الشائعات لتشويه السمعة، ونحو ذلك.

كيف إذا ننتبه كي لا نقع فريسة لهذه الجرائم؟

فكر قبل قبول الصداقة: قد يكون الالتقاء بشخص لا تعرفه إلا عبر الإنترنت أمرًا خطيرًا، حتى لو كان صديقًا لصديق، لأن هذا الشخص لا يزال غريبًا. فلا تتردد في استشارة شخص كبير، والبحث حول هذا الشخص. كن حذرا ولا تعطي معلومات أو أخبار شخصية. يمكنك استشارة موقع الوكالة الوطنية الأمريكية لمكافحة جرائم الإنترنت، ستجد فيه معلومات قيمة وبشكل مبسط. سيساعدك ذلك على رفع حسك الأمني أثناء التصفح على الإنترنت. انتبه عند نشر صورك، لأنها تشير إلى حالتك المادية وأماكن تواجدك وعاداتك، هذا يسهل كثيرا فهم حالتك، وقد يجعلك فريسة سهلة.

استخدم كلمة مرور قوية: كلمات المرور القوية والتي تشتمل ارقام وحروف ورموز، وتكون طويلة بحيث يصعب تخمينها، لاسيما إذا كانت لا تمت لك بصلة. بمعنى ألا تضع فيها أرقام تشير للعمر أو سنة الزواج أو نحو ذلك. ايضا ننصحك بتغييرها كل ثلاثة شهور. ولا تكرر كلمات المرور، بمعنى أن تجعل لكل منصة كلمة مرور مختلفة. هذا يضمن لك صعوبة اختراق حساباتك. أيضا لا تفتح أي صورة أو روابط تأتي على السوشيال ميديا، لاسيما على الواتس. هذه الصور أو الروابط قد تحمل تطبيقات خفيفة وخفية يمكنها الدخول إلى أجهزتك وقرصنتها بسهولة بعد ذلك.

بطاقات الائتمان: يمكنك أن تطلب من البنك أن يصدر لك بطاقة ائتمان فرعية من بطاقتك الأساسية تكون محدودة المبلغ. بمعنى إذا كانت بطاقاتك الاساسية بها ٥ ألاف دولار، أطلب من البنك أن يصدر لك بطاقة فرعية بـ ٥٠٠ دولار فقط. وهذه هي التي تستخدمها على الإنترنت. ايضا بعض مراكز بيع العملات تصدر بطاقات فيزا مسبقة الشحن، أي أن البطاقة تصدر فارغة وليس فيها اي مبالغ مالية، وأنت من يقوم بشحنها بالمبلغ الذي تريده من خلال هذه المراكز، فتضع فيها مثلا ١٠٠ دولار للتسوق على الإنترنت. بهذه الطريقة يمكنك الحد من احتمالية سرقة بطاقتك وتقليل الخسائر إذا تعرضت للسرقة. ايضا ننصحك باستخدام الباي بال كوسيلة آمنة للتسوق على الإنترنت. شاهد هذا الفيديو لتعرف كيف تفعل ذلك.

إعدادات الأمان: تعرف على إعدادات الأمان التي تتيحها المنصات مثل تيك توك، وانستغرام، وسناب شات. سيساعدك ذلك في الحفاظ على خصوصية معلوماتك، ومنع الوصول لغير المصرح لهم. كذلك لا تدع التطبيقات تتبع حركتك الجغرافية عبر الجي بي إس. سيقلل ذلك من احتمالية تتبعك ومعرفة تفاصيل حياتك.

لا تربط حساباتك: تتيح لك العديد من المواقع والتطبيقات خيار “تسجيل الدخول باستخدام انستغرام” مثلا، بدلاً من إنشاء حساب منفصل. ولكن من خلال القيام بذلك، قد تشارك شبكتك الاجتماعية جميع المعلومات التي تحتفظ بها عنك، بما في ذلك تاريخ ومكان ميلادك وعنوان بريدك الإلكتروني بالإضافة إلى الصور. من خلال تسجيل دخول واحد فقط لمواقع مختلفة، إذا تم اختراق موقع واحد، فقد يتم اختراق جميع حساباتك أيضًا.

أخبر شخصًا بالغًا تثق به: إذا كان هناك شيء أو شخص يجعلك تشعر بالانزعاج أو القلق أو الارتباك. هناك الكثير من الأشخاص الذين سيكونون قادرين على مساعدتك مثل معلميك أو والديك.

كيف نحتوي الموقف؟ .. استراتيجية شاملة

لقد حاولت من خلال هذا التحليل أن ارسم صورة شاملة للموقف بشكل بسيط، والسؤال الذي نطرحه الآن .. كيف يمكننا الحد من تعرضهم لهذا المحتوى المؤذي؟

لا شك أن التحليل السابق أعطانا ضوء يمكننا أن نهتدي به .. المشكلة الرئيسية هنا تتمثل في الفراغ الذي يعاني منه غالبية الشباب، بالإضافة إلى غياب التوجيه والرقابة. وهذا يضعنا أمام عدة خيارات لحل تلك المشكلة.

الخيار الأول يتعلق بالرقابة التقنية. يمكننا أن نسترشد هنا بالتجربة الإماراتية في منع كل المحتوى الغير لائق على الإنترنت. ومن ثم أي محاولة للوصول لهذا المحتوى ستواجه بالحجب. سيقلل هذا دون شك من فرص تعرض أبناءنا للمحتوى الضار

الخيار الثاني يتعلق بالبيئة الاجتماعية. وذلك من خلال خلق مناخ يحث الشباب على الانشغال أكثر، سواء في مشاريع خدمية، أو أنشطة رياضية، أو ثقافية، أو فنية. المهم هنا هو احتلال أطول وقت ممكن من الفراغ الذي يعيش فيه الشباب. سيساعد ذلك في تقليل فرص تعرضهم للمحتوى التافه والغير مفيد

أما الخيار الثالثة يتعلق بالمحتوى الإعلامي. وهو الأهم من وجهة نظري، إذ يمكننا غزو أفكار الشباب من خلال ما يحبونه. الشباب كما رأينا يحب متابعة المحتوى الترفيهي. إذا .. لنعطيهم المحتوى الترفيهي الذي يحبونه، لكن من خلال رقابة وطنية تعطيهم جرعات ثقافية ترفع وعيهم وتعيد تشكيل أفكارهم في اتجاهات أكثر نضجا، وتعرفهم أكثر بهويتهم وتاريخهم. واعتقد أن هذه هي مهمة المؤسسات الإعلامية والتربوية معا. ومن الأمثلة الناجحة في هذا الصدد مسلسل ساعته وتاريخه الذي يعرض جرائم حدثت بالفعل ويقدم جرعة توعوية للجمهور للتعامل مع هذه الجرائم

تلك الخيارات الثلاث ترسم استراتيجية شاملة لحماية أبناءنا والنهوض بهم تربويا، وحمايتهم مما يتعرضون له من مخاطر عبر السوشيال ميديا. فهل غاب عني بعض الحلول الأخرى؟ .. اتمنى أن تشاركني رايك .. أو على الأقل توصل صوتي إلى أبعد مسافة ممكنة من خلال إعادة نشر المقال .. لعلنا نساهم بشكل أو بأخر في حل المشكلة .. والدال على الخير كفاعله. شكرا لوقتك .. بأنتظر تعليقك

المصادر

قواعد البيانات المستخدمة في التحقيق

Extra Articles