
ما هي البيانات؟
التجارة الالكترونية، الرعاية الصحية، الصناعة، التسويق، المالية، التكنولوجيا، ومئات من القطاعات، كلها تعتمد على البيانات. أنت شخصيا تستخدم البيانات كل يوم. فما هي البيانات؟
البيانات هي مجموعة من الحقائق، وهي تتضمن الأرقام والكلمات والصور، والفيديو، والمقاييس، والتواريخ، وغيرها. هذه البيانات لا يمكن التعامل معها في صورتها الخام. لذلك يجب أن يتم ترتيبها في حاويات، وهو ما يعرف بقواعد البيانات، ومن ثم يمكن إجراء عمليات البحث والفلترة عليها لتحليلها والحصول منها على معلومات ذات معان مفهومة. وهذا ينقلنا للسؤال التالي، ما هو المقصود بتحليل البيانات؟
تحليل البيانات ببساطة هو جمع وتنظيم البيانات في سياق يجعلك قادرا على رسم استنتاجات وتنبؤات، ومن ثم اتخاذ القرار المناسب. قد تتعلق هذه القرارات بتحسين بيئة الأعمال، اكتشاف فرص واتجاهات حديدة في الاسواق، تدشين بضائع ومنتجات جديدة، أو تقديم خدمات متميزة ومبتكرة للعملاء، أو أتخاذ أي قرارات أخرى ذات معنى
وربما لهذا السبب يعد الطلب على وظيفة تحليل البيانات من الوظائف المهمة لدرجة أن هناك نحو ٥٠٠ ألف وظيفة مفتوحة في مجال تحليل البيانات، ومتوسط الراتب هو ٩٢ ألف دولار في السنة، ومعدل النمو السنوي في هذا المجال هو ٢٠٪. ولا شك أن الشركات والمؤسسات لن تنفق المال على هذه الوظيفة والتكنولوجيا المرتبطة بها إلا لأنها تدرك تماما مدى أهمية ما تقدمه من خدمات جليلة للبقاء في الصدارة. دعنا نقترب أكثر لنتعرف على هذا المجال الشيق
خطوات تحليل البيانات
تمر عملية التحليل البيانات بمحطات رئيسية للوصول إلى مرحلة القرارات المستنيرة. فعلى سبيل المثال، وجدت شركة ما أن كثير من الموظفين يتركون العمل في عامهم الأول. لذلك طلبت من فريق التحليل لديها أن يقوم بتحليل الموقف. قام الفريق بالمرور بستة خطوات لتحليل هذا الموقف ومعرفة السبب في التسرب الوظيفي. هذه الخطوات هي
السؤال من أجل الفهم: في هذه الخطوة يجتهد المحللون لفهم المشكلة، لذا عليهم أن يطرحوا عدة أسئلة على القادة والمديرين والموظفين، حول الرضا الوظيفة والتدريب والفرص ووضوح الأهداف وغيرها. الإجابات التي سيحصلوا عليها ستساعدهم في تحديد المعلومات التي سيحتاجون إليها، وهذا يقودهم إلى الخطوة التالية

تجهيز البيانات: في هذه الخطوة يقوم المحللون بجمع البيانات التي من شأنها أن تكشف النقاط الغامضة التي يبحثون عنها. قد تكون هذه البيانات موجودة في أرشيف الشركة، أو من خلال استبيانات، أو من خلال قواعد بيانات خارجية. بعد حصولهم على البيانات تبدأ الخطوة التالية
معالجة البيانات: في هذه الخطوة يتم تحويل جميع الملفات إلى نسق واحد، وجمعها في حاويات ضخمة أو ما يعرف بقواعد البيانات. هنا يتم تصنيف البيانات في جداول وعمل الروابط والعلاقات بينها، ثم القيام بعملية تنظيف البيانات من التكرارات والأخطاء وملء الفراغات، وتوحيد القيم مثل العملات والمقاييس وغيرها. الآن أصبحت البيانات جاهزة لعملية التحليل. لنبدأ الخطوة التالية
تحليل البيانات: في هذه الخطوة يبدأ المحللين في عمل استعلامات، والفلترة لاستكشاف النقاط الغامضة. مهمتهم في هذه المرحلة أشبه بالمحقق في جريمة ما، وكأن البيانات قد تمثلت أمامهم كشخص يعترف بأن سبب المشكلة هو كذا وكذا. هذه الخطوة تتطلب مهارات خاصة بإدارة قواعد البيانات وكتابة أكواد الاستعلامات ومهارات الأكسل لعمل بعض العمليات الحسابية. التحليل هنا قد يأخذ أحد شكلين: تحليل وصفي يهدف إلى وصف الظاهرة لتفسير ما حدث في الماضي. وتحليل تنبؤي يهدف إلى التنبؤ بما يمكن أن يحدث في المستقبل. لكن حتى هذه الخطوة ما زلنا نتعامل مع جداول وأرقام، وهذا أمر صعب الفهم على المدراء ومتخذي القرار. لذلك علينا أن ننتقل للخطوة التالية
مشاركة النتائج: هنا يقوم المحللين بتحويل هذه الجداول والأرقام إلى رسوم بيانية لتقريب المواضيع لذهن متخذي القرار. ثم عرضها في شكل تقرير نهائي لأصحاب المصلحة. هذا التقرير يتضمن توصيات محددة حسب رؤية محلل البيانات. وهذه هي الخطوة الأخيرة
التصرف: قد لا تكون التوصيات التي يقدمها المحلل دقيقة مائة بالمئة. فثمة أبعاد أخرى قد تغيب عنه مثل قرارت سياسية أو تقارير أمنية أو اقتصادية. لكنها في النهاية تقدم خيارات مفيدة تسهل على متخذي القرار فهم الموقف والتوجهات العامة التي يمكن أن يتصرف في إطارها
أقرأ أيضا: تحليل البيانات في بيئة الأعمال
3 thoughts on “ما هي البيانات؟”