
الذكاء الاصطناعي يفسد البحث العلمي
قال العديد من الخبراء أن الذكاء الاصطناعي يفسد البحث العلمي. صحيح أن بعض أدواته مثل شات جي بي تي يمكن أن تكون مفيدة في مجال البحث والترجمة. إلا أن الأمر لم يقتصر على ذلك
مصانع الورق
إيفان أورانسكي، أحد مؤسسي منظمة ريتراكشن ووتشز يقول لوكالة فرانس برس:. إن الذكاء الاصطناعي سمح للجهات الفاعلة السيئة في النشر العلمي والأوساط الأكاديمية بـ”تصنيع الفائض” من الأوراق “غير المرغوب فيها”. وتشمل هذه الجهات الفاعلة السيئة ما يعرف بمصانع الورق
وقالت إليزابيث بيك، الباحثة الهولندية المتخصصة في كشف التلاعب بالصور العلمية:. إن هؤلاء “المحتالين” يبيعون حقوق التأليف للباحثين، ويضخون كميات هائلة من الأوراق ذات الجودة الرديئة للغاية أو المسروقة أو المزيفة
وقالت بيك لوكالة فرانس برس:. إنه يعتقد أن 2% من جميع الدراسات تنشرها مصانع الورق، لكن المعدل “ينفجر” مع فتح الذكاء الاصطناعي البوابات
حلقة مفرغة
قدمت شركة النشر الأكاديمي العملاقة وايلي خدمة جليلة لمجتمع البحث العلمي. ابتكرت آداة يمكنها الكشف عن مصانع الورق والإنتاج العلمي المخلق بالذكاء الاصطناعي. لكن المشكلة الحقيقية تكمن في الثقافة الأكاديمية التي تدفع الباحثين إلى النشر وإلا كان مصيرهم الهلاك. وهذا ما يدفعهم لعمل الأبحاث العلمية بأي ثمن، حتى إذا كان هذا الثمن هو الغش أو الأنتحال
يقول إيفان أورانسكي: “لقد حقق الناشرون هوامش ربح تتراوح بين 30 إلى 40 % ، والتي تقدر بمليارات الدولارات. وذلك لسد الطلب الذي لا يشبع على المزيد من الأوراق البحثية. وهو ما يزيد الضغط على الأكاديميين الذين يتم تصنيفهم حسب إنتاجهم، مما يخلق “حلقة مفرغة”. لقد لجأ الكثيرون إلى شات جي بي تي لتوفير الوقت، وهو ليس بالأمر السيئ بالضرورة
الذكاء الاصطناعي مجرد لص لا أكثر
هناك مخاوف من أن الأخطاء والاختراعات والانتحال من قبل الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤدي إلى تآكل ثقة المجتمع في العلوم بشكل متزايد
قال صامويل باين، أستاذ المعلوماتية الحيوية في جامعة بريغهام يونغ في الولايات المتحدة:. إنه طُلب منه مراجعة دراسة. وقد أكتشف أن هذه الدراسة ما هي إلى عملية انتحال من بحثه الخاص بنسبة 100%. كل ما فعله الذكاء الاصطناعي هو إعادة صياغة المحتوى مرة أخرى. الصدمة التي فاجأت صامويل أن بحثه المنتحل قد تم نشره في مجلة وايلي الجديدة المعروفة بـ بروتميك
مخاوف
أشارت لجنة التجارة الفدرالية الأمريكية إلى عدد من المخاوف تتعلق باستخدامات الذكاء الاصطناعي. وأول هذه المخاوف هي ما يتعلق بحقوق الطبع والنشر والملكية الفكرية. أما ثاني هذه المخاوف فيتعلق باقتحام الخصوصية واستباحة البيانات البيومترية والشخصية. لاسيما ما يتعلق منها بحفظ البصمة الصوتية، وصور الوجوه ونحو ذلك. فإذا أضفنا إلى ذلك أن الذكاء الاصطناعي لا يفهم القواعد الأخلاقية. وهو ما يظهر جليا في عمليات الانتحال. فلك أن تتخيل حجم المخاوف من تخليق محتوى زائف قد يهدد سمعة الناس ويفسد العلاقات على كل المستويات
المصدر