أصحاب الهمم الصحفيين
قصص كثيرة لا تعد ولا تحصى عن ذوي الاحتياجات الخاصة، والتي تتحدث عنهم كمصدر إلهام، وأنهم أبطال خارقون. ومن القصص الطريفة التي نقلتها الصحافة. قصة أم حصلت على الماجستير في إدارة الأعمال مع مرتبة الشرف لأنها كانت ترافق أبنها الطالب في ذات الجامعة. وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة. (٢٠ مايو، جنوب كاليفورنيا، جامعة شامبمان، الولايات المتحدة). بعد ثلاثة أيام من نشر الخبر في أحد الصحف المحلية تلقفته كل وسائل الأعلام . حتى السي إن إن، والمجلات، ووسائل التواصل الاجتماعي، واصبح الأمر حديث الساعة
شرحت الكاتبة فيرونيكا وين في كتابها “التوثيق والأعاقة” كيف ينظر المجتمع للمعاقين. فالصحافة تتحدث عنهم للجمهور إما على أنهم ضحايا بؤساء أو أبطال خارقين، والواقع أن أي من الإتجاهين لا يمثل الحقيقة
أصحاب الهمم يتحدثون عن أنفسهم
يتحدث عنهم واحد منهم، الصحفي ديفيد إليجا ناهمود: “الواقع أن المعاقين يتصرفون كبقية البشر تماما، فنحن لسنا قديسون. كما أننا لسنا أشرار، نحن في المنتصف كبقية البشر”. لذلك فإن أفضل طريقة للتحدث عن المعاقين أن يتحدث عنهم واحد منهم، لأنه سيستطيع أن يعبر عنهم بالطريقة الصحيحة
وفق تقرير الجمعية الأمريكية لتحرير الأخبار. بلغ عدد الصحفيات في الولايات المتحدة في ٢٠٠٢ نحو ٣٣٪. وقد ارتفع هذا العدد في ٢٠١٦ إلى ٣٩٪. ووفق ذات التقرير ٨٣٪ من هؤلاء الصحفيين كانوا من البيض، و١٧٪ من الأعراق الأقلية
والأرقام التي وصلتنا من أوروبا هي الأخرى تشير إلى أن الصحفيات في ألمانيا بلغ عددهم في ٢٠١٥ نحو ٤٠٪. وفي بريطانيا بلغن ٤٥٪ من إجمالي حجم سوق العمل
لماذا تحدثنا عن هذه الأرقام؟. الاجابة ببساطة أننا لم نستطع أن نحقق حالة من المساواة الكاملة بين الذكور والأناث في مجال الصحافة. فكيف لنا أن نحقق هذه العدالة مع الأقليات ذات الاحتياجات الخاصة. فحسب تقرير للصحفي مارك سبيلسبيري فإن عدد الصحفيين المعاقين في بريطانيا وصل في ٢٠١٧ إلى نحو ١٤٪. (وليس لدينا أية أرقام عن نسب مئوية من الولايات المتحدة وألمانيا). ربما هذا سبب وجيه أن يتحدث عن المعاقين من ليس منهم. ولذات السبب يناشد الصحفي بيلو كبرياني بضرورة تعيين مزيد من الصحفيين من ذوي الاحتياجات الخاصة في غرف الأخبار
المصدر