الدليل الكامل لصحافة موجو .. ١
لماذا موجو؟
سؤال يطرح نفسه .. لماذا موجو؟.. مصطلح جديد بدأ يظهر في السنوات الأخيرة في عالم الصحافة. وموجو هو اختصار لكلمتي صحافة الموبايل. ربما تقول في نفسك أن هذا الأمر قديم. وأنه مستخدم منذ أكثر من عشر سنوات. هذا صحيح، لكن هناك فارق كبير بين إرهاصات البداية واستقرار الصناعة. استمر في القراءة لتتعرف على مفاجآت مدهشة في هذا العالم الجديد
التجارب الأولى في عالم موجو:ـ
استخدمت الهواتف الذكية كأداة تسجيل في عالم الصحافة مع مطلع الألفية الثانية. في ٢٠١١ بدأت تظهر برمجيات تحرير الصوت، فتلقفتها الإذاعات. نيل أوغستين كان من أوائل الصحفيين الذين استخدموا هذه التقنية في إذاعة دبليو توب الإخبارية
وفي ٢٠١٥ استخدم نيك غارنيت من إذاعة البي بي سي جواله لنقل أحداث زلزال نيبال إلى الراديو وموقع الإذاعة على الإنترنت. وفي 2017 نشرت إذاعة أر تي إي تقارير إخبارية بالموبايل. وبعدة نسخ تصلح للبث التليفزيوني والبث على الإنترنت. واستخدمت برامج فيلمك برو و لوما فوجان
وفي ٢٠١٨ أنتج مراسل البي بي سي دوغا شو فيلما تسجيليا بالموبايل وقام بتحريره على الفاينال كات. وفي ٢٠١٩ قدمت المخرجة السورية وعد الخطيب فيلما وثائقيا عن قصة ولادة أبنتها أثناء الحرب في حلب باستخدام هاتفها الذكي
مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك وإنستغرام وسناب شات فرضت شكلا جديدا لقوالب الإنتاج. وهي قوالب الصور الرأسية التي تصلح للتصفح على الهواتف. وهو أمر اضطر الصحفيين للتعامل معه. لاسيما وأن هذه المواقع أصبحت تلعب دورا في الحياة السياسية
لماذا موجو؟
لماذا يتحول الصحفيين إلى هذه التقنية الجديدة؟ .. الواقع أن تقنية الموبايل ما تزال بعيدة جدا عن التقنيات المحترفة التي تستخدمها غرف الأخبار سواء من حيث الجودة أو الإمكانات. لكن هذا لا يمنع أن الموبايل قدم أداة للصحفيين الذين يعملون على الأرض بتكلفة رخيصة جدا
فالصحفي يمكنه أن يصور ويسجل ويكتب ويرسل دون الحاجة إلى فريق مساعد معه في التغطيات الخارجية. وكل ما يحتاجه هو حامل موبايل وميكروفون خارجي ومصدر إضاءة في بعض الأحوال، والحمولة كلها لا تتعدى الثلاث كيلوجرامات. الرابط التالي يأخذك إلى تجربة رائد صحافة الموبايل ورئيس قسم الإبداع في إذاعة آر تي إي .. جلين مولكاهي
لكن ثمة فائدة أخرى تضاف إلى الهواتف الذكية. إذ أن استخدام الكاميرات والمعدات التقليدية يثير حفيظة رجال الأمن في كثير من الأماكن. ويطلبون تصريحا قبل التصوير. بينما الهاتف الذكي في أيدي الجميع، ويمكن استخدامه دون تحفظ يذكر. هذا ما يجعل التقاط الأحداث المفاجئة والعفوية أمرا سهلا وسريعا ومهما لتوثيق الأحداث. وهذا تماما ما فعله صحفي البي بي سي نيك غرانيت أثناء تغطيته لأحداث الشغب في مانشستر في ٢٠١١
وهذا يجرنا بطبيعة الحال لمصطلح جديد في عالم الصحافة. وهو ما يطلق عليه صحافة المواطن. فاللقطات التي يسجلها المواطنون بهواتفهم بعفوية تصلح كمادة خبرية للمؤسسات الصحفية. مثل ما قام به المواطنون من تسجيل أحداث احتجاجات هونج كونج في ٢٠١٩
ولأن عامة الناس اعتادت استخدام الموبايل والتسجيل به. فقد سهل ذلك على الصحفيين إجراء المقابلات. فقد وجدت دراسة أجراها معهد البي بي سي في ٢٠١٧ أن الناس أكثر ميلا للموافقة على إجراء مقابلة والانفتاح أمام الهاتف الذكي. أكثر من موافقتهم على الوقوف أمام كاميرا التلفزيون
الهاتف الذكي:ـ -Vs- .. أجهزة الإنتاج الإذاعي
يمكن للهواتف الذكية أن تقدم صورا قريبة في الجودة من تلك التي تقدمها أجهزة البث الإذاعي. لكن مع مراعاة عدد من الاعتبارات
أولها شراء هاتف مناسب
أن الهواتف رخيصة الثمن لن تقدم لك تلك الجودة المطلوبة. فأنت بحاجة لهاتف ذكي بمعالج متطور يمكنه أنتاج صورة بجودة ١٠٨٠ بيكسل كحد أدنى لتصلح للبث الإذاعي أو على وسائل التواصل الاجتماعي. لذا ربما يكون أي فون ٦ هو الحد الأدنى الذي يمكن أن تبدأ به عملك الصحفي (أو ما يقابله في عالم الأندر ويد). وذلك نظرا لأنه يتضمن عدسات مدمجة ثنائية أو ثلاثية تصلح لالتقاط الصور بعمق. مع إمكانية الزووم دون أن تفقد من جودة ووضوح الصورة
ثانيا التجهيزات المرفقة
يجب أن يتوفر في الهاتف مخارج ووصلات تصلح لتركيب الميكروفونات الخارجية. والتي تساعد على التقاط الصوت بدقة عالية، ودون الأصوات المحيطة. لكن أحرص على اجراء مقابلاتك في أماكن هادئة للحصول على جودة عالية. أو استخدم غطاء الرياح للميكروفون
ثالثا خصائص الموبايل
احرص على شراء الهاتف الذي يتمتع بخاصية ثبات الصورة. فاليد تهتز عند التقاط الصورة، وخاصية الثبات تعالج هذا الاهتزاز وتخفيه، فتظهر الصورة بشكل أكثر احترافية. وهذه الخاصية متوفرة في هواتف أي فون. أما إذا كنت تستخدم أند رويد فيمكنك تثبيت برنامج فيلمك برو الذي سيوفر لك نفس هذه الخاصية
رابعا التقاط الفيديو
فإن أغلب الهواتف المحمولة يمكنها التصوير بجودة ٣٠ فرام في الثانية، وهذا مناسب للإنترنت. أما بالنسبة للبث الإذاعي، فإن كنت في بلد تعمل وفق نظام إن تي أس سي فالصورة ستكون مناسبة كذلك. أما إذا كنت في بلد تعمل وفق نظام بال فانت بحاجة لبرامج وسيطة لتخفض الجودة من ٣٠ إلى ٢٥ فرام في الثانية. لتعرف النظام المستخدم في بلدك أضغط هنا
القصة لم تنتهي تابعنا في المقال التالي لتتعرف على أسس تقنيات الموجو